الأربعاء، 30 مايو 2018

Good talk 002

-


وحده من الناس اللي ودي أسوي لها كابتشر بمخي كل ما أشوفها.. قالت لي :


"الإنسان اللي مايعرف نفسه شقيان (تقصد بمشقّة) والأسوأ إنه مايدري إن هذا سبب الشقى اللي هو فيه ، يمكن تشوفين إن حياتي من أحسن مايكون وألف الحمدلله أنا بنعمة ، لكن لو إني عرفت نفسي أكثر وعرفت وش أحب ووش أستمتع فيه وأنا أصغر كان كثير من اختياراتي تغيرت، وكان صرت أكثر متعة بحياتي.. "

قالت لي إنها كانت تختار بسرعة قبل ما الحيرة تخوفها وتطير منها الفرصة، كانت تختار أحسن شي بمقياس الغالبية العظمى وال"بديهي" ، تقول حياتي كلها done done done done .. من زمان ياهيّون ما قلت لنفسي I did it .. ما أحد غصبني على شي بس أنا ماكنت عارفة إني ما أعرفني.. كنت ما أجرب عشان خايفة أقول للناس إني وقفت عن هالشي، أو غيرت رأيي، أو خايفه إنهم يحكمون علي، أو يستنكروني.. وتدرين إيش اللي يتعبني الحين؟ إني كل ماتجيني الفرصة إني أختار أروح مع الـ  common sense صار ردة فعل عندي.. إكتشفت إني ما أسألني إيش أبي؟ الحين أحاول أسألني هذا السؤال دايم دايم !

إن قرأتي أقول لك إنه كان لازم أمسك كلامك وأكتبة وأقراه وأشاركه، ماقدرت أغامر وأخليه بذاكرتي مُعرّض للضياع والنسيان!


أنا ببساطة مدفوعة بالخوف

-



إدراك اليوم:
الكتاب المثالي، المعلم المؤثر، السطر اللي يقلب تفكيرك، الفيلم المُلهم، الشخص السوبرمان.. اللي تنتظرهم يعطونك الـ"بوش" لتغيير حياتك؛ مولازم يجون.
أنا أجاهد هذا التغيير الصعب، والإدراكات، والمحاولات، والفشل وتسكير عيوني، وإقناع نفسي إني أقدر مهما طحت على وجهي.. بس لأني أعتقد إني ببساطة خايفة من القاع اللي لمسته مره، خايفة من نقطة الصفر، كنت هناك وأخذت نصيبي من الخوف وماراح أرجع هناك لو أموت وأنا أحاول.. بس.. بدون أبطال بدون إلهام.. أنا ببساطة مدفوعة بالخوف.. مفزوعة من الرجوع لذاك المكان وذيك المرحلة الحين، أنا كويسة طالما إني أجاهد.. الطريق الصعب والمؤلم والمليان يأس مايجي شيئ بكفة وحشية المكان اللي بدأت منه.. وبس.

الاثنين، 14 مايو 2018

كل هذا لأنها لم تمتلك القدرة على التوقف..

-



 يقصدها الجمهور قاطعاً الآف الكيلوميترات، ليتخدّر بآداءها الأخاذ.
يقطعون التذاكر من على الإنترنت، يضعونها في مغلفات صماء، ويفاجئون بها أصحابهم، ويعيشون ليلة من حلم.
في صباح العرض، يستيقظون متأخراً، يتناولون شيئا مابين الإفطار والغداء.. يمشون في الشوارع بدون هدف ويشترون أشياء لاتهمهم، كل اليوم يجري بدون تخطيط، يسمونه ارتجالاً أو حرية..

أما هي.. فهي على الجهة الأخرى من المسرح، ينتابها الأرق حتى بعد الأداء المائة والخمسون، يضج رأسها بالصخب بالرغم أنها وحيدة على الكرسي الأول، تشرب قهوة منزوعة الكافيين، هي ذاتها القهوة على الملصق في كل مكان، القهوة التي لاتزيدها إلا غثياناً، تقوم بالآداء الثامن أمام المقاعد الفارغة، قال عنها البرنامج الوثائقي أنا تؤدي عشرة مرات قبل أن تؤدي للجمهور، يسمونه إنظباطا، لعله لم ينظبط فيه غيرها، تتوقف بعد ما انتهت من الآداء الأخير، تمشي باتجاه الممسحة، تلتقط جواربها وتلبس زوجين في كل قدم، وتبدأ بالمسح، تمسح عرقها الذي غسل الأرض، تمسح دمها الذي خط مسارها بدقة، تمسح دمعها المتناثر حول المسار..

تأخذ حمّاماً من ثلج، لا تستطيع البرودة العادية منعها من التبخّر، تجفف شعرها الذي لم تعد تعلم أين يصل تضعُ المستعار وتخرج إلى الشابة الغجرية التي تنتظرها أمام المرآة، لترسم شكلها كما رسمته أول مرة منذ سنوات، بنفس الدقة، بنفس الوضوح. تضعُ فستانها الأسود وتأخذ نفسا عميقا وتتقدم، بكل جمال، إلى وسط المسرح، تفعلها.. بمثالية متناهية، وجمهورٍ مفتوحٍ الفم، مُشخصَ العينين، مذهول. يلمس الصابون جروح قدميها فتتحرك، تتحرك من الألم،تتحرك من الخوف، تدور، يدور العالم في رأسها، تدور قلوب الجمهور، يقفون.. لايستطيعون المشاهدة جالسين بعد الآن، إنه ليس شيء يستطيع دماغك استيعابهُ بسرعة.. هذه هي المعضلة، هم يجيئون ليتوقف دماغهم عن العمل من الذهول، هي تعمل ليتوقف قلبها عن التوحش.. قليلاً.

عندما تنتهي لاتستطيع سماع التصفيق رغم أنها تراه، تشعر باهتزازه، هي فقط لا تستطيعُ سماعه من بين كل الصرخات الدي تنطلق من داخلها، تتذكر الآداء الأول المدفوع بالشغف لا الخوف، وتتمنى أن هذا الشغف المشؤوم لم يختارها، تبتسم وتودّع  الجمهور بمثالية.. وتعود.. تعود وحيدة بعدما تنزع كل شيء، تصرخ وحيدة وتبكي وحيدة حتى يعطف النوم عليها، المعضلة الثانية، أنها تعيد الكرّة الأحد القادم، تعيد كل هذه المأساة كل أحد، من قوة التعب.. لم تعد قادرة على التوقف، يستمر العرض وتستمر هي بالتعب والهلاك، لم تأتها يوما الثقة الكاملة بأنها تستطيع أن تتوقف، فبقيت تدور، على المسارات المرسومة لها منذ سنوات، هم يبيعون التذاكر والقهوة و العروض التلفزيونية ومنتجات التجميل وتشتري هي الألم، تريدُ أن تشعر بشيء جديد فقط، حتى لو كان مؤلماً.. كل هذا لأنها لم تمتلك القدرة على التوقف..