-
(1)
(1)
من الخارِج؛ مُستلقية
أفعل لاشيء سوى الشهيق والزفير .. مِن الداخِل؛ تائهة بين صراخ الأفكار لا أستطيع
إسكاتها ولا إمساكها، ينتهي هذا السيناريو بكأس قهوة آخر يجعل من ترنّحي أقلّ
حدّة.. لهذا أكره الفراغ إنه لايعود علي بأي منافع سوى الشتات.. أمضي دقائق الفراغ
من كلّ عمري في التطرف في الهوايات، أجدُ شيئاً؛ آخذه من الأساس إلى العمق.. أشاهد
فيلماً ثم أمضي الأسبوع التالي منغمسه في النقد والقصة وخلفيات الممثلين.. أمارسه
يومياً حتى يصبح إسمه من مثيرات الغثيان.. حتى إني لا أتوق لمشاركته مع أحد لأن
ذلك يجعلني أدرك إنى لا أتعامل مع الأشياء كما ينبغي، إني آخذها إلى العمق، إلى
الكره..
(2) **
(3)
ممتنة لوجودها في حياتي، فـلا أفضل من صديق تتكسر على صدره الصلب، وتنحب بجواره طيلة الليل،
وتستيقظ على رائحة قهوتهِ في الصباح..
(4)
إنه الواحد من أبريل،
يوم الكذب المُبرر في العالم أجمع؛ بإستثناء جماعة الدين الذي أعتنق.. الذي حذر من
الكذب حتى في أسوأ الظروف، وليتني كنت من ذوي الألباب.
(5)
أخبرته منذ الفجر الأول الذي جمعنا أني لا أُكرهه؛ وأنه لايجب عليه تصديقي إن قلت له
أني أحبّه..
لكني مستعدّه لفعل ذلك .. سألته ذاك الفجر أن يعلمني كيف أحبّه.. إني جاهزة لأتعلم ذلك، وأتطرف فيه.. عليه فقط؛ أن
يمنحني الفرصة.
(6)
أشعُر أني قطعة ثلج في كوب صودا، يستلذّ بي الآخرين بينما أنا أنسحِق بحموضة الصودا و شريحة
الليمون..
(7)
بالرغم من أني كنت خائفة، وفي عيني بكاء، إلا أنه أمسك يدي بيديه
الدافئتين جداً، وقال لي: ستضلين مرعوبة حتى تسمعين نبض قلبه، حينها فقط ستدركين
أنها حياة تمُر من خلالِك، تشعرين بالخلود، وأنك دائمة هنا كلمّا نظرتي إلى طفلك،
يكبر منك، يتحدّث مثلك، يلتقط كل شيء تفعلينه لدرجة تدهشك، وحين يكبر قليلا ويبدأ
في الإستيعاب وتصبح لديه المقدرة على التعلم.. تصبحين شرسة، تخافين أن يرى أي سلوك
بذيء، تلعنين أي مدخّن يمر من جواركم، وتكرهين أي فاشل يقترب منكم.. إني كنت شاباً فقط.. شابا عاديا في عيني حتى أصبحتُ أباً، حين أصبحتُ أبا أصبح يهمني
أن أكون أفضل، أتصدّق أكثر، أقول الصدق، أليّن الطبع، كلمّا زاد عمرهُ يوما،
أشعر أنه المخطط على كربونتي الزرقاء في مكتبي تحت الفرجار، يكبر ويكبر حتى يصبح
أكبر منّي، لا أنام ولا آكل أعمل عليه ليل نهار، لا أريد أن تشوبه شائبة.. أعلم
أن أي خطأ في حساباتي سيكبر خطأ فادحاً يعيش تحته الناس، قد يتهدّم عليهم، قد
يموتون، أو قد يعيشون داخل الخطأ فقط.. كانَ حديثُه يمسح على قلبي، كحديث الآباء،
كان حديثه قريباً من روحي، كالدعاء..
*مقتطفات أعتقد أنه لابأس بها من مشروع إنتهى بالإستسلام..