الخميس، 29 يونيو 2017

لا تخلّي أسوأ مكان تضطر تجلس فيه هو عقلك..

-


تحسون أحياناً انكم تفكرون تومتش؟ أنا أحس إني اربع وعشرين ساعة وراي شيء أو أهوجس بشيء ومخي يشتغل ولو سألتوني وش فكرتي فيه اليوم والله مدري! غير كذا بعد ماجلست واستوعبت مع نفسي اكتشفت ان تركزي برضو قل، على كل هالإزعاج اللي بمخي الا اني احس ان خلاياه تتضارب مع بعض موب قادرة أوجه الموضوع لوجهة مفيده أو أركز بموضوع واحد! هذا موضوعي اليوم.. التفكير التومتش اللي يضر ما ينفع!
اللي خلاني اعترف يعني اني اليوم شخص قال لي اللي تسوينه خطأ ومدري شلون ولما بررت ربع تبريري والله توي ارتب افكاري وفاتحه فمّي قال لي وبالحرف الواحد "لاتحاولين انك تقنعيني" فـ سكتت وتغير الموضوع، المشكله وين؟ ان لي ست ساعات أفكر وأبرر وأفترض وأكوّن سيناريوهات داخل عقلي! وأنا بالحرف الواحد تسكتت يعني المفروض ما أعتب على نفسي ولا أزعل عليه ولا 1% بعد قال لي لا تقنعيني وش أسوي أفتح مخه وأحط الفكرة؟ احس إن مخي له ست ساعات ماشي ومامعي فرامل! مابقى شيء مافكرت فيه..

طيب يوم قريت عن الموضوع وكذا لقيت كم نقطة مفيدة بكتبها لكم..

لمّا تحس إنك فكرت "بزيادة" بالموضوع هذا يعني انك طلعت برى نفس الموضوع وبديت تدرك ان عقلك جالس يتشرب الأفكار هذي وهذا يزعجك، فعشان تحل هذا الموضوع لازم:

1- يكون عندك استيعاب انك فكرت بزيادة. 
وهذا يدل على وعيك بذاتك وطبعا الوعي الذاتي يخليك تتقبل العيوب بنفسك وهذي أول خطوة للتغيير، أتقبل نفسي وأخطائي وعيوبي ما تعني استسلم لأ! تعني أعترف بعيبي وأعرفه بشكل محدد وأدرك تأثيره علي وكذا أقدر أغيره.

2- افصل نفسك عن أفكارك. 
مع الأسف و بالطريقة الصعبة تعلّمت إنه: لمّا تعتقد إنك أنت أفكارك؛ تبدأ أفكارك تؤذيك. 
أنت الفكرة التي تؤمن بها و لست ماتفكر فيه، أفكارك هي صوت من داخلك يعكس مبدأ جالس يتكوّن داخلك، وهذا حقك الكامل، إنك تتحاور مع هذا الصوت وتفكر فيه وتكوّن وجهة نظرك، المهم إنك تعرف إن هذا الصوت تحت تحكمك تقدر تغيره وتوجهه وين ماتبي، لكن مهما قال لك هذا الصوت هذا مو أنت، هذي مرحلة تكوين جزء منك، مثلا : لما تشد بالكلام مع أحد من  أهلك، وتفكر بالموضوع ويبدأ مخك يقول لك إنت كنت على حق لكن زودتها على شخص من اهلك و عشان تثبت انك صح ماسويت أي حساب لقدسية رابطة الأهل!
ممكن هنا انك تصدق هذا الصوت وتلوم نفسك وتتزعزع ثقتك بنفسك وتتذكر هذا الصوت كل ما كلمت احد من اهلك وتصير مره حذر بالكلام وتصير ماتعرف كيف تناقشهم، أو ممكن إنك تفكر بالموقف من جميع أبعاده وتقول لنفسك أنا صح إني بينت وجهة نظري وقلت رأيي كامل صحيح ماكان الموضوع يستاهل إن الحوار يحتدم المرة الثانية بركز إني أبين اللي عندي بدون ما أشد بالكلام ويحتدم الحوار.. بس كذا وجه هذا الصوت عشان يغييرك للأحسن! وأحس إن الواحد اذا استوعب هالنقطة بيبدأ يتعلم من المواقف بالشكل الصحيح.

3- افهم نفسك.
لنفرض انك الحين بدوامة التفكير اللي عيّت توقف،خلاص جاء وقت التعامل مع المشكلة إجلس لحالك وإبدأ تفاهم مع نفسك.. حدد أنت مستاء من إيش؟ وليش؟ وهل فيه فعل أسويه بيصحح الموقف ويهدي تفكيري؟ المشكلة فينا اننا نأجل ونشتت نفسنا بأي شيء علشان ما نتفاهم مع حبّة الكبرياء أو تأنيب الضمير اللي مولع علينا أو أحيانا تحس إنك مظلوم وما دافعت عن نفسك أو فيه شيء كان المفروض انك تسويه وماسويته! لما يأنبك ضميرك قل الحمد لله لأنك إنسان واعتذر أو صحح خطأك عشان المرة الثانية قبل ما تخطيء تدري وش بيصير وتمسك نفسك عشانك أنت، لما تحس انك انظلمت خذ حقك أو حاول على الأقل عشان ما تجلس تحس إنك ضعيف ومهزوم ومسروق وقليل حيله! طيب وإذا ما أقدر أسوي شيء عن الموضوع أو الموقف راح؟ خلاص اللي راح راح! إستوعبته؟ حددت أنت الجاني ولا المجني عليه؟ تجاوز الموضوع وانتهينا! لا يجلس يستنزفك نفسيا خلاص ما تقدر تتحكم بكل شيء هي جت كذا وصارت انتهينا ..

4- وجّه تركيزك.
لما تحس ان مخك بدأ يمشي وجه تركيزك على شيء معيّن على تنفسك مثلاً لو خمس دقايق ( أتوقع إني بعد هذي الحقيقة راح جديّا أفكر بالتأمل يومياً )  أو اكتب (وفعلا اللي اكتبه هنا يطلع من مخي وارتاح) أو إذا تحب التصوير صوّر ركز على الإضاءة والخلفية والحدة لين الموضوع يطلع من مخّك، نقطة مثيرة للإهتمام بهذا الموضوع يقول لك الأفعال اللي تسويها يومياً إدمج عقلك فيها إدخل بكل حواسّك داخل هذا الفعل، إذا تمشي بالحديقة كل يوم حاول بعض الأيام تمشي بدون سماعات وركز على خضرة العشب الممشى الناس صوت الشارع، إذا جلست تشرب كوب كابتشينو لا تشربه على تايملاين تويتر لأ إجلس وحس بدفئ الكوب وطعم القهوة وقوام رغوة الحليب، إدخل كلّك باللي تسويه لا تتشتت لاتجيب أفكار كل الأسبوع تخرب عليك الفكرة الحلوة اللي المفروض الحين مكانها داخل مخّك.. شخصيّا هذي الفتره ما أقدر أركز أبد أبد بأي شيء من الحلول اللي طلعت لي إني أجرب أسوي أشياء جديدة تجبر مخي إنه يركز معي وبعدين أحاول أخليه يركز بأفعالي أو بعض روتيني اليومي.. لما نبدأ نسوى كذا جودة أفكارنا راح تتحسن وقدرتنا على التركيز راح ترتفع..


نقطة أخيرة عن القلق، القلق يختلف عن التفكير اللي أتكلم عنه هنا لكن قريت قبل فتره عن تكنيك مره مثير للاهتمام للناس اللي تقلق مرّة، مثلا تنتظر نتيجة شيء بعد شهر تلقاها قلقه يومياً ومشتتة طول الشهر طبعا التفكير ما يحل مكان الفعل وإذا ماصار بيدك شيء خلاص مايحتاج تفكير أكثر من اللزوم وهواجيس وغير كذا أحيانا التفكير المرة يعقّد الموضوع وأحياناً الموضوع يحل نفسه أصلا بس تصير اجهدت نفسك على الفاضي غير ان القلق يخليك تحس إن الوضع أسوأ من اللي هو عليه بكثير، التكنيك إنك تجدوِل هذا القلق.. أيوه استنكرت الموضوع أول ما عرفته لكن بعد ماجربته وقريت الناس اللي تجربه استوعبت! لنفترض انك تنتظر هذي النتيجة اللي آخر الشهر، قل لنفسك أوكي راح افكر بهذا الموضوع تاريخ 24 أو ممكن بعد حدث معيّن ، والله من جد ما أدري شلون بس أقدر أشيل الموضوع من مخي؟ أحس كأني أتطمن إني أوكي راح أشيل همك لكن بعد شوي! مدري شلون أوصف الشعور لكن جدير بالتجربة والله !

وبس، فعلا الأشياء لما تزيد عن حدّها نبدأ نفقد السيطرة، التفكير هو اللي يبنينا فمن المهم اننا نتأكد إننا نفكر بالشكل السليم، تأكد إن الأشياء داخل رأسك تمشي بالشكل الصحيح التفكير الزيادة يخلق مشاكل غير موجودة أصلاً فلا تخلي أسوأ مكان تضطر تجلس فيه هو عقلك..  

الاثنين، 5 يونيو 2017

المرضى السيئين والمرضى الجيدين

-




إن شاء الله بيوم من الأيام الله بيحط بين يديني فرصة الكلام مع مرضى، وإن شاء الله انه بيقدرني إني أوصل هذي الرسالة بصوتي وأغير هذي الزاوية من تعاملنا مع المرض ..
هذا البوست موّجه لكل الحالات المشخّصة حديثا، لكل مرضى الأمراض المزمنة و لكل من ينتظر تشخيص معين..
بس أبي أوضح الفكرة إننا كلنا مع الأسف مرضى سيئين لما تنتكس حالاتنا أو تتلخبط صحتنا نركض نشتكي على صحفات السوشال ميديا، نكتب ونكتب ونكتب كل ألمنا الجسماني وخوفنا على تويتر وانستقرام وتمبلر وغيره وخلاص ننسى الموضوع..

ننسى ان فيه أحد لسّا متشخص بيجي ويبحث عن مرضى آخرين ويمتلي سلبية وخوف ويقرر قرارات خاطئة ويصير وسواسي لأنه شاف قد ايش الحياة اللي نعيشها سوداء ويحسب انه متجه لنفس السواد.. بس ابيكم تستوعبون ان اللي تقرونه من شكوى يمثل هذاك اليوم الواحد او الاسبوع الواحد السيء، يمثل دوخة سكّر وحده، يمثل ألم واحد، كتمة وحدة، يمثل رجفة وحده الحمد لله نعيش بعدها أيام مستقرة وجيّدة..
المرض كذا.. فيه يوم تحت ويوم فوق، للأسف الشديد الصورة اللي ينقلها المرضى متركزه على اليوم اللي تحت، الله أرحم من انه يكتب عليك حياة صعبة كامله، الله يبتليك على قدر مقدرتك، تأكد أنك بعد ما تمر باليوم الصعب بتمر باليوم السهل، لاتتخيل إن كل أيامك بتجي سوداء وانت لك ربّ كريم رحيم عالم بحالك!

لا تستسلم، المرض أكثر من ماهو ابتلاء هو رسالة، رسائل الله بكل مكان بس علينا نحسن القراءة، الله يبيك تتعلم شيء معين من هذي التجربة وبهذا العلم راح تخدم غرض محدد، أختارك الله أنت بالذات لهذا الغرض! ومهما حاولت انك تتعلم هذا الشيء مافيه طريقة أكثر فعاليه من إنك تعيشها، صعبه مؤلمه قاسية فيها انهيارات وتحديات نفسيه وجسمانيه صح.. لكن الله اختارك انت بالذات لها! خل هذا المفهوم قدام عيونك مع كل علاج مع كل تحليل مع كل أشعة مع كل ألم، لاتعيش مريض وبس! عيش الغرض من هذا المرض خلي تأثير هذا المرض ينعكس حولك بطريقة ايجابية، استشعر انك تعيش كذا لغرض لهدف لغايه محددة!
كل كسر يكسره فيك التعب يجبرك الله بعده، كل خسارة في هذا المرض يعطيك الله بعدها، معوّض أنك لأن عندك رب رحيم كريم عزيز قادر! هذا الرب أختارك أنت! مو أنا! مو أخوك! مو صديقك! أنت! لأنه هو الوحيد اللي يشوفك من الداخل ويعرفك يعرف قد إيش أنت شخص قادر، مهما كنت عادي و "متوّسط" بالنسبه للعالم الله يشوفك غير يعرفك خلية خلية، نفس نفس، فكرة فكرة، يعرفك بهاذا القدر بهذا القرب ومع ذلك إختارك أنت! فأرجوك أحسن القراءة!

أتمنى أي أحد يفتح حساب يشارك يومياته مع مرضه وليست معاناته فقط أتمنى نكون مرضى جيّدين نعلّم الناس اننا نمر بأيام تشق النفس لكن الله يعطينا ويعوّضنا..
أتمنى أي أحد يقرأ على النت يستوعب إن اللي ظاهر لك هي الجهة الصعبة وهذا مايعني الله ماراح يعوضك بجهة ثانية، هذي الرسالة جت من الله لك مباشرة فلا تتوقع ان فيها ظلم وبخس لنعمة الحياة اللي تعيشها..